مقدمة :-
المشكلات قدر الإنسان ، فطالما أن الإنسان يعيش فى الحياة الدنيا – وليس الجنة – فلا بد وأن يواجه بعض المشكلات سواء صغيرة أو كبيرة ، فقد تكون المشكلات صحية أو نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو مهنية أو بيئية أو تعليمية أو سياسية .. الخ وتخرج المشكلات عن الإطار الشخصى والاجتماعى حتى أنها تطال علاقة الدول ببعضها البعض ، حتى لكأننى أرى الحياة عبارة عن مشكلة كبيرة ويتوافق الإنسان فى حياته بقدر حله لمشكلاته ، ولذا يرغب الناس فى حل مشكلاتهم ولكن يختلفون فى إتقانهم لهذه المهارة ، ومن يتقنها يعش الحياة أفضل ممن لا يتقنها ، فمقدار النجاح فى الحياة يتناسب طردياً مع القدرة على حل المشكلات ، ليس فحسب بل استثمار المشكلات والاستفادة منها .
تعريف المشكلة
:-
هى حالة أو موقف صعب يحتوى على أزمة أو عقبة تعرقل الوصول إلى هدف معين ، وهى موقف يتطلب تفكيراً للبحث عن حل
. أو سؤالاً محيراً لا توجد له إجابة محددة .
ويعرفها أحمد عزت راجح
( 1963 ) بأنه كل موقف غير معهود لا تكفى لحله الخبرات السابقة والسلوك المألوف ، وهى عائق فى سبيل هدف لا يمكن بلوغه بالسلوك المألوف .
( أحمد عزت راجح ، 1963 ، 377 ) .
حل المشكلة
: هى عملية عقلية معرفية تهدف إلى إدراك العلاقات بين عناصر الموقف المشكل ، والتفكير فيه والبحث عن المعلومات وتنظيمها وصولاً إلى الحل .
ويعرفها النابغة فتحى محمد ( 2007 ) تعريفاً موجزاً بأنها الإجابة عن الأسئلة التى تنطوى عليها المشكلة . ( النابغة فتحى محمد ، 2007 : 179 ) .
أنواع المشكلات
:-
تتعدد أنواع المشكلات التى تواجه الإنسان فى حياته من الميلاد إلى الموت ، فى كل مناحى حياته الشخصية والأسرية والاجتماعية والاقتصادية والمهنية والبيئية والتعليمية
.. الخ .
1-
المشكلات الصحية
: وهى تلك المشكلات التى تتعلق بالصحة والمرض مثل الإصابات والإعاقات والأمراض لاسيما المزمنة ، فالمشكلة هى المرض وحل المشكلة يدور حول علاج هذا المرض أو التوافق معه ، وكيفية سير الحياة أثناء المرض أو الإعاقة .
2-
المشكلات النفسية :
وهى تلك المشكلات التى قد تصيب الشخص أو أحد أفراد أسرته ، ومن يبحث عن حل هذه المشكلة إما باتخاذ طريق العلاجات الشعبية أو الخرافات والدجل والشعوذة أو باتخاذ طريق العلاج النفسى ، وكيف يتوافق المريض مع نفسه وأسرته ، أو كيف تتوافق الأسرة مع مريضها .
3-
المشكلات الاجتماعية
: وهى تلك المشكلات التى تتعلق بمحيط الأسرة كالخلافات الأسرية وكيفية حلها ، أو الطلاق وأثره على الأبناء ، ومشكلة العنوسة ، والمشكلات بين الأقارب والجيران والمشكلات بين الأصدقاء .. الخ وكيفية العمل على حلها .
4-
المشكلات الاقتصادية :
وهى تلك المشكلات التى تتعلق بانخفاض الدخل أو عدم التناسب بين الدخل والمصروفات ، أو مشكلة الديون ، أو مشكلة البطالة .. الخ كل هذه المشكلات تحتاج إلى حل .
5-
المشكلات المهنية :
وهى تلك المشكلات التى تتعلق بمحيط العمل ، ومنها المشكلات التى تتعلق بالخلافات بين الزملاء ، أو المشكلات التى تحدث بين العامل والمدير فى العمل ، ومشكلات نقص الأدوات والخامات للأداء العمل ، بالإضافة إلى حوادث العمل ، وصراعات العمل ، ومشكلة انخفاض مستوى الإنتاج ، والمشكلات المالية فى محيط العمل كنقص التمويل ، والشروط الجزائية فى حالة التأخر عن إنجاز العمل فى الوقت المحدد .. الخ كل هذه تعد مشكلات تحتاج إلى حلول .
6-
المشكلات البيئية
: وهى تلك المشكلات التى تتعلق بالمحيط البيئى الذى يعيش فيه الفرد ، ومنه التلوث والضوضاء وضيق السكن .. الخ .
7-
المشكلات التعليمية :
وهى تلك المشكلات التى تتعلق بالتعليم كالضعف فى بعض المواد الدراسية أو صعوبات التعلم أو التأخر الدراسى ، رفض الابن الذهاب للمدرسة ، المشكلات بين التلميذ والمعلم ، زيادة كثافة الفصل ، مشكلة الدروس الخصوصية ، رفض المذاكرة .. الخ .
8-
المشكلات القانونية
: وهى تلك المشكلات التى قد تتعلق بالاصطدام بالقانون سواء قانون المرور أو القانون المدنى أو القانون الجنائى ، والتعرض لمشكلة قانونية .. الخ .
أهمية حل المشكلات
:-
كل المشكلات سالفة الذكر قد يتعرض لها الفرد منا فى حياته ، ولو نظرت حولك ما وجدت إنساناً على وجه الأرض إلا ويعانى من أحد هذه المشكلات أو بعض منها ، وبالتالى يبحث عن حل لهذه المشكلة وقد يتخبط يمنة ويسرة ولا يستطيع حلها ، وقد تتفاقم المشكلة حتى لتؤثر بالسلب على مسيرة حياته ، بل قد تصيب الفرد بالتوقف التام فى حياته
. ومن ثم يجدر بنا أن نتعرف ونتعلم مهارة حل المشكلات ، حيث تساعدنا هذه المهارة على التوافق السوى ، وإزالة العقبات التى تعترض طريق حياتنا ، وقد نستثمر هذه المشكلات لصالحنا وتكون عوناً لنا على تحقيق النجاح والسعادة فى حياتنا .
عوامل غير معرفية لحل المشكلات
:-
أرى أن الجميع يركزون فى حل المشكلات على الاستراتيجيات المعرفية وطرق حل المشكلات بالطرق العلمية السليمة ولا ينتبهون أن هناك عوامل قد تجعل الشخص لا يستطيع حل مشكلته برغم فهمه الجيد لطرق حل المشكلة بالأسلوب العلمى ، ومن ثم تفشل هذه الأساليب
– رغم جودتها – لأن هناك عوامل غير معرفية تمنع الرغبة فى الحل والاستمرار فيه ، ومن هذه العوامل ما يلى :-
1-
الاعتراف بالمشكلة : لا بد من الاعتراف بالمشكلة ، لأن البعض يدرك المشكلة و يشعر بها وبتأثيرها السلبى لكنه ينكر شعورياً أو لا شعورياً وجود مشكلة من الأساس ، فأحياناً " الإنسان يعرف .. ولكنه لا يريد أن يعرف أنه يعرف " حيث تمثل له المعرفة أو الاعتراف بالمشكلة ألماً ، وبالتالى هو يريد أن يدفن رأسه فى الرمال ، هروباً من المشكلة ، كمن يقع تحت تأثير إيحائى لدجال أو نصاب ولا يريد الاعتراف بالمشكلة ، أو كالمرأة التى يصاب ابنها بمرض ما ولا تريد الاعتراف بالمشكلة " وكما يقول المثل " القرد فى عين أمه غزال " .
2-
أهمية المشكلة : يسأل الفرد عن مدى أهمية المشكلة ، فقد يكون الأمر عادياً ولكن الشخص يصنع منه مشكلة ، وبالتالى قد تتحول حياته بهذه النظرة لوقائع الحياة إلى مشكلات لا يستطيع الخروج منها ، وإذا كانت المشكلة مهمة وتستدعى الحل تحرك فوراً لحلها .
3-
الهدف من حل المشكلة : لا بد وأن يحدد صاحب المشكلة الهدف من حل المشكلة بوضوح . قائلاً لنفسه أريد حل المشكلة كى يتحقق كذا وكذا .. .
4-
الدافع : لا يتم السلوك بدون دافع ، وحل المشكلات يحتاج إلى دافع يقوى الدافعية لدى الفرد لحل المشكلة ، وكلما زاد مستوى الدافع لحل المشكلة زادت الدافعية لحلها .
5-
الرغبة : لابد من الرغبة الصادقة فى حل المشكلة ، فالرغبة هى التى تشعل الحماس الداخلى وربما حماس الآخرين للمساعدة على حل المشكلة ، لأن هناك من لا تكون لديهم الرغبة الحقيقية فى حل مشكلاتهم سواء بشكل شعورى أو لا شعورى مما يعرقل الحل .
فمثلاً
: أم لا ترغب فى حل مشكلة ابنها لأنه الرباط الوحيد بينها وبين زوجها فمرض الابن يجمعهما على هدف واحد ، وإن عولج الابن انشطرت العلاقة بين الزوجة والزوج ، ولذا هى لا ترغب فى علاج ابنها – شعورياً أو لاشعورياً – حفاظ على الشعرة التى تربطها بزوجها .
مثال
2 – امرأة كبيرة فى السن ترفض العلاج والشفاء لأنها تحقق مكاسب ثانوية من المرض حيث أنها فى حالة المرض يزورها أبناؤها ويسألون عنها ويهتمون بها ، أما فى حالة حل مشكلتها يهملها أبناؤها وينشغلون بزوجاتهم وأبنائهم وحياتهم ، وبالتالى لا يكون هناك رغبة من الأم فى حل مشكلتها لأنها تحقق من ورائها مكاسب . وقد ينطبق ذلك الكلام على بعض المسئولين الذين يكسبون من وراء المشكلات – ويعجب الناس ويندهشون ويتساءلون لماذا لم تحل هذه المشكلة برغم سهولة حلها – والقضية أن هناك من يكسب من وراء المشكلة ، وإنه فى حالة حلها تتوقف مكاسبهم .
مثال
3 – امرأة بينها وبين زوجها مشكلات وجاءت لحل هذه المشكلات ولكنها – لاشعورياً – لا ترغب فى حل المشكلة لأنه فى حالة استمرار المشكلة بينها وبين زوجها تكون حرة لا يسألها أحد عن شئ ، كما أنها تقيم علاقة محرمة مع شخص ما ، وأن حلها لمشكلتها مع زوجها سوف يمنعها من تحقيق رغباتها المحرمة ، لأنها أثناء الصلح مع زوجها لا تستطيع الخروج ، وبالتالى فهى لا ترغب فى حل مشكلتها مع زوجها تحقيقاً لرغباتها الآثمة .
6-
الحماس : التحمس لحل المشكلة هو الذى يبعث الطاقة الداخلية للتحرك الإيجابى والعمل على حلها حتى وإن كانت مشكلة صعبة ومعقدة ، كما أن الحماس يدفع الفرد للاستمرار فى حل المشكلة إذا حدثت عراقيل جديدة .
7-
الأمل والتفاؤل : المتفائلون يرون أن حل المشكلة وارد بل وممكن وقريب ، ومن ثم يكون لديهم الأمل فى الحل رغم صعوبة المشكلة ، وهم غير أولئك الصنف المتشائم الذى يفقد الأمل فى حل المشكلة ودأبه قول " ما فيش فايدة " . ويقال " المتفائل يرى فى كل عقبة فرصة ، والمتشائم يرى فى كل فرصة عقبة " .
8-
الإيجابية : الإيجابيون يسعون لحل المشكلات قبل أن تتفاقم ، ويسعون لحل مشكلات غيرهم ، بعكس السلبيون الذين لا يقدمون الحلول وربما يخذلون عن الحركة للبحث عن حل للمشكلة .
خطوات حل المشكلة
:-
1-
الشعور بالمشكلة : وهى أولى خطوات حل المشكلة وبدونها تتوقف الخطوات التى تليها ، وهى تعنى أن يدرك الفرد مشكلته ، ويشعر بها ومن ثم يتحرك لحلها ، وهى مثل أن يشعر الشخص بالصداع ومن ثم يتحرك للعلاج .
2-
تعريف وتحديد المشكلة : وهو وصف المشكلة بدقة ووضوح ، وبشكل واقعى وموضوعى بعيداً عن المبالغة والتهويل ، وبدون إنكار لبعض جزئياتها ، وتحديد ما إذا كانت مشكلة واحدة محدودة أم مشكلات متعددة داخل مشكلة واحدة – وبدون ذكر الأسباب والحلول - ولا شك أن تحديد المشكلة بدقة ، والتركيز على الهدف يوفر الجهد والوقت فى حلها . ويقال " إن المشكلة حين ندون تفاصيلها تكون قد حصلنا على نصف حلها
3-
تحديد الأسباب المحتملة : البحث عن أسباب المشكلة - وجمع المعلومات حول المشكلة - ويجب التركيز على الأسباب الجذرية وذلك توفيراً للوقت والجهد الذى يهدر أحياناً فى التركيز على أسباب غير جذرية للمشكلة .
4-
ترتيب الأسباب تنازلياً : ينبغى ترتيب الأسباب الأكثر احتمالية إلى الأقل احتمالية ، ويمكن إعطاء نسبة مئوية لكل سبب من مجموع 100 % .
5-
تحليل الأسباب وتفسيرها : وتعنى وضع تفسير منطقى وواقعى لكل سبب من الأسباب .
6-
الحلول والبدائل : أذكر مجموعة من الحلول والبدائل – فرض الفروض - وذلك من خلال استراتيجية العصف الذهنى وهى محاولة توليد أفكار وحلول جديدة ومتنوعة لكل سبب من أسباب المشكلة ويمكن أن يسهل توليد الأفكار مفاتيح ورؤوس الأسئلة ( من ، متى ، ماذا ، لماذا ، أين ، كيف .. الخ ) . مع تشجيع الأفكار الجديدة وعدم النقد ، وكذلك البناء على أفكار الآخرين ، وثق أن الكم يولد النوع ، وأن الأفكار يحدث بينها تزاوج فيتولد عنها أفكاراً أخرى .
7-
دراسة إيجابيات وسلبيات الحلول : يجب معرفة سلبيات وإيجابيات الحلول المطروحة وتحديدها تحديداً دقيقاً .
8-
اختيار الحل الأفضل : بعد المفاضلة بين الحلول المطروحة بناء على معيار للمفاضلة والتقييم للحلول يتم اختيار الحل الأفضل .
9-
تنفيذ الحل ومتابعته : يتم تنفيذ أفضل الحلول مع متابعة التنفيذ خطوة بخطوة .
10 – تقييم النتائج
: يتم تقييم النتائج بعد تنفيذ أفضل الحلول ، ومعرفة ما إذا كانت المشكلة حلت وعادت الأمور إلى طبيعتها وأفضل أم أن هذه الحلول لم تتعد دور التهدئة المؤقت للمشكلة وزوال الأعراض فقط وبقاء جذور المشكلة التى يمكن أن تنشط مرة أخرى ، كالنار تحت الرماد .
11-
استثمار المشكلة : وهى تعنى الاستفادة من المشكلة والحلول التى طرحت لها ، ومدى نجاح هذه الحلول ومن ثم اعتمادها طرقاً ناجحة لحل مثل هذه المشكلات ، ومعرفة الأمور الإيجابية التى ساعدت على حل المشكلة ومحاولة تثبيتها مثل الصبر والمثابرة والأمل والتفاؤل . ومعرفة الأمور السلبية التى تعرقل حل المشكلة مثل التشاؤم والتأجيل والتسويف والعناد وعدم معرفة المشكلة والاعتراف بها والحالة الانفعالية السلبية .. الخ وكذلك محاولة تفادى الأسباب التى أدت إلى المشكلة مستقبلاً .. أى أنه يمكن استخدام المشكلة والحل كوسيلة من وسائل التعلم ، وقد تؤدى المشكلات إلى النضج المعرفى والشخصى والنفسى .. واعتبار الفشل السابق تجارب تؤدى إلى تراكم الخبرات التى تفيد الفرد للنجاح فى الحياة .
استراتيجيات لحل المشكلات
:-
1-
تقسيم المشكلة : فى حالة وجود مشكلة كبيرة يمكن تجزئتها وتقسيمها إلى مشكلات صغيرة ، والعمل على حل مشكلة تلو الأخرى ، وكأنها عملية تقليم الأوراق والفروع وصولا إلى الساق ثم الجذور .. جذور المشكلة . وكان أرسطو يقول " إنه ما واجهتنى مشكلة فى حياتى إلا وقمت بتقسيمها إلى أجزاء " وتقسيم المشكلة يجعلك تتغلب على المشكلة ، وكأنك تتبع المثل القائل " فرق تسد "
مثال لمشكلة
:
غرس رجل فى يوم من الأيام شجرة بجوار منزله ، وبعد كبرت الشجرة وصارت ضخمة ومالت على حائط المنزل حتى كادت تهدمه . فما الحل ؟ فكر الرجل الحكيم وما وجد حلاً إلا قطع الشجرة .. ولكن إن قطعها كلها مرة واحدة فسوف تنزل على المنزل فتهدمه ، لكنه بدأ يقطع الفروع الصغيرة من الشجرة ثم الفروع الأكبر وصلاً إلى أن بقى منها الساق الضخم .. وبدأ يقطع أعلاه شيئاً فشيئاً حتى وصل إلى آخر الشجرة ، وبهذه الطريقة نجح فى حل المشكلة .
2-
تقليل حجم المشكلة أفضل من تعدد الحلول : وهى من الاستراتيجيات المهمة فى حل المشكلات ، فتقليل حجم المشكلة – بواقعية - يقلل كل الخطوات التى تليها ، ويقلل المجهود والوقت فى البحث عن حلول وحلول بديلة .
3-
كثرة المعلومات يوصل إلى الحلول: ما من مشكلة إلا ولها حل وربما أكثر من حل ، ولا يتم الاستبصار بالحلول إلا من خلال المعرفة والمعلومات .
مثال
:
هب أنك فى الصحراء وجن عليك الليل وملأت الظلمة المكان .. وفجأة سمعت صوتاً غريباً مما جعلك خائفاً مذعوراً ، وفجأة أخرجت بطارية ( كشاف نور ) وأضأت ناحية الصوت .. فقد تجده فأراً صغيراً يعبث بورقة فهدأت وزال الخوف . وحدث ذلك لأنك أضأت بالمعرفة ظلمة الجهل . ثم وأنت واقف فى الصحراء سمعت حركات مريبة كررت الخوف لديك فأنرت بطاريتك – كشاف النور – لكنك لم ترى شيئاً واستمر خوفك وإذا بك تخرج بطارية أخرى أكبر وإضاءتها أوسع ثم وجهتها إلى مصدر الصوت فوجدت مجموعة من الخيول تجرى بعيداً .. فعرفت .. وزال خوفك .. وهكذا كلما زادت مساحة نور المعرفة انحسرت مساحة ظلمة الجهل .. فكثرة المعلومات توصل إلى الحلول للمشكلات .
4-
ارسم شكلا توضيحى تمثل فيه المشكلة .
5-
ارسم شكلا توضيحى يمثل طرق حل المشكلة .
6-
الحل الإبداعى للمشكلة .
هناك أربعة عوامل رئيسية في التفكير الإبداعي وهى
أولاً
: الطلاقة :
وهى القدرة على إنتاج أكبر كم من الأفكار( الحلول ) أو البدائل ( الحلول البديلة ) والسرعة والسهولة فى توليدها وذلك عند وجود مشكلة معينة .
ثانياً
: الأصالة
وهى القدرة على إنتاج أفكار جديدة ومتفردة وغير مسبوقة ، التركيز على الأفكار غير التقليدية ( الحلول الأصيلة وغير التقليدية ) .
ثالثاً
: المرونة
وهى القدرة على إنتاج أفكار متنوعة وغير متوقعة وتوجيه أو تحويل مسار التفكير مع تغيير المثير أو متطلبات الموقف ( فى حالة التغير فى مجريات المشكلة ) وهى عكس الجمود الذهنى الذى يعنى بتبنى أنماط ذهنية محدودة سلفاً ، وغير قابلة للتغيير حسب ما تستدعى الحاجة أو الموقف .
رابعاً
: الحساسية للمشكلات
: ويقصد بها الوعى بوجود مشكلات أو حاجات أو عناصر ضعف فى البيئة أو الموقف .
قصص تعبر عن الحل الإبداعى للمشكلة
:-
1-
تعرض أحد بائعى العرائس فى الصين لمشكلة كادت أن تفقده عمله بالتجارة ويغلق محل العرائس ، لكنه كان مبدعاً فى حل مشكلته .
فقد كان ذلك الرجل يبيع العرائس وكانت تجارته رائجة وفجأة أنشئ بجواره مصنعاً للعرائس للبيع بالجملة والبيع بالقطعة وبسعر المصنع أى بسعر التكلفة وهو ما أرهق البائع البسيط ، وحاول أن يستمر ولكنه فجأة أنشئ بالجانب الآخر لمحله مصنعاً آخر لبيع العرائس وبدأ المصنعان يبيعان بسعر بخس لكسب الزبائن وكاد الرجل أن يغلق دكانه
.. ففكر ثم قرر أن يغير اسم ( يافطة ) محله .. وبالفعل أسماه .... المدخل الرئيسى . فكانت الزبائن تأتى إليه مباشرة فيبيع لهم .
2-
قصة بطلها طفل : فى يوم من الأيام استقل رجل سيارته ومعه زوجته وابنه الصغير ، وساروا بالسيارة قاصدين مكاناً ما ، وكانت السيارة محملة ببعض الأغراض فى أعلى السيارة ومروا بنفق .. وكان النفق منخفض الارتفاع .. فحشرت السيارة تحت النفق ولم تتحرك .. وكانت السيارة تحتاج لخمسة سنتيمترات فقط للخروج .. فقالت الزوجة للزوج يمكننا أن ندفع السيارة للوراء فقال لها كيف نرجع وهناك أسطول من السيارات وراءنا .. فقالت له يمكننا دفع السيارة للأمام .. فرد عليها قائلاً .. إن حدث ذلك فسوف تنكسر بعض الأغراض أعلى السيارة .. فقال لهم الطفل الصغير الحل البسيط المبدع .. يمكنكم أن تفرغوا قليلاً من هواء العجل ( الكاوتش ) .. .
تطبيقات
( واجب عملى )
1-
ما هى أنواع المشكلات التى يمكن أن تواجهنا فى حياتنا ؟ مع ذكر مثال لكل نوع .
2-
أذكر خمسة عوامل تساعد على حل المشكلات .
3-
أذكر خطوات حل المشكلة . مطبقاً الخطوات على مشكلة ما .
4-
تذكر مشكلة مررت واذكر كيف قمت بحلها .
5-
تخير مشكلة موجودة فى المجتمع مثل البطالة أو العنوسة .. الخ واذكر ثلاثة حلول إبداعية لها .
المراجع
:
1-
أحمد عزت راجح ( 1963 ) : أصول علم النفس ، الدار القومية للطباعة والنشر ، الإسكندرية .
2-
النابغة فتحى محمد ( 2007 ) : علم النفس المعرفى ، مكتبة قسم علم النفس ، بكلية الآداب ، جامعة المنيا .
3-
خالد أحمد جلال ( 1997 ) : علاقة الأسلوب المعرفى وبعض متغيرات الشخصية بسلوك اتخاذ القرار لدى المديرين فى الصناعة ، رسالة ماجستير ، كلية الآداب ، جامعة عين شمس