: مهارات التواصل الفعال
( التواصل مفتاح فهم الإنسان )
مقدمة :-
مازلنا
مع الإيجابية وكيفية تحقيقها ، وكيف نحقق من خلالها ذواتنا ، وكيف نصل من
خلالها إلى النجاح والتميز والسعادة لأنفسنا ولغيرنا ، بل ولأمتنا .
وحلقة اليوم هى مهارة وإستراتيجية من أهم مهارات واستراتيجيات تحقيق الإيجابية
ألا وهى " مهارة التواصل الفعال " .
فالإيجابيون
متصلون .. بذواتهم وبالآخرين ، والسلبيون منفصلون .. عن ذواتهم وعن
الآخرين ، وبالتالى يحقق الإيجابيون ذواتهم ويسعدون الآخرين ومن ثم يسعدون ،
أما السلبيون فلا يحققون ذواتهم ولا يشعر بوجودهم أحد .
ويتواصل
الإنسان طوال الوقت مع نفسه ومع غيره ، فالتواصل عملية مستمرة من الميلاد
إلى الموت ، بل منذ أن يكون الإنسان جنيناً فى رحم أمه وذلك عن طريق السائل
الميتوسى الذى يسمع الجنين عن طريقه دقات قلب الأم ، كما أن الجنين يتصل
بأمه من خلال ملايين الانفعالات التى تمر بها أثناء الحمل ، والأغرب من ذلك
أن العلماء اكتشفوا من خلال أجهزة الكشف الضوئى أن الجنين يتهلل فرحاً إذا
سمع صوت أبيه ، ويتواصل الرضيع مع أمه عن طريق عين أمه فهو أول مدرك بصرى
يراه الرضيع ثم عن طريق وجه الأم .. وعن طريق رائحة الأم ، ثم يتواصل مع
الأسرة ثم العالم الخارجى طفلاً ثم مراهقاً فشاباً وراشداً وشيخاً ، يتواصل
فى حالة صحوة و حتى فى حالة نومه عن طريق الأحلام . ويحقق الإنسان النجاح
فى حياته بقدر إتقانه لمهارات التواصل الفعال .. ويحقق الفوز بالدرجات
العليا من الجنة بقدر اتصاله بالله .
معنى التواصل الفعال .
كثيراً
ما تستخدم كلمة الاتصال والتواصل للدلالة على معنى واحد ، فى حين أننى أرى
أن هناك اختلافاً ولو بسيطاً بينهما ، فالاتصال من فعل اتصل يتصل ، يقال
اتصل أحمد بمحمد أى أقام معه صلة ويفيد المعنى أن المبادرة تأتى من جانب
واحد هو الفاعل " أحمد " ، وهى علاقة خطية أحادية الاتجاه تنطبق أكثر على
القائم بالاتصال من خلال المذياع والمستمعين أو التليفزيون والمشاهدين .
أما
التواصل فهو من فعل تواصل يتواصل ، يقال تواصل أحمد ومحمد ، أى أن كلاهما
يشارك فى عملية الاتصال ، فهى تفيد معنى التفاعل والمشاركة ، كالعلاقة
التفاعلية بين الأب وابنه ، وبين الزوج وزوجه ، وبين المدير فى العمل
والموظف ، وبين المعلم والتلاميذ ، وبين القائد والجنود .. الخ .
ولذا أفضل استخدام لفظ التواصل الفعال والذى يعرف بأنه
"
تلك المهارة التى تمكن الأفراد من إقامة علاقة فعالة وإيجابية وهو ليس
علاقة خطية أحادية الاتجاه ، ولكنه علاقة تفاعلية – فالشخص مرسل ومستقبل فى
آن واحد - يتم من خلالها نقل وتبادل الأفكار والآراء والرسائل اللفظية
وغير اللفظية والمعتقدات والمشاعر .
أهداف التواصل الفعال :-
1- استقبال ونقل الرسائل
2- التعلم والتدريب
3- الإقناع
4- تغيير الاتجاهات
5- التأثير فى الآخرين وتوجيههم .
أهمية التواصل الفعال : -
1- الاتصال مفتاح فهم الإنسان ، فهم الإنسان لذاته ، فالإنسان لا يعرف ذاته إلا من خلال آخر .
2- فهم الإنسان لغيره ، فالمرء مخبوء تحت لسانه ، ويقال تكلم كى أعرفك .
3- تعلم فنون ومهارات الاتصال للإيجابيين تجعل سلوكهم الإيجابى أكثر فعالية .
4- التواصل الإيجابى يثرى العلاقة بين الآباء وأبنائهم .
5- مهارات التواصل الفعال تجعل العلاقة الزوجية ناجحة وسعيدة .
6- التواصل الفعال يؤدى إلى نجاح علاقات العمل سواء بين الرؤساء والعاملين أم بين العاملين بعضهم البعض .
7- أن تعلم استراتيجيات التواصل الفعال تمنع الكثير من الخلافات التى يسببها سوء فهم وجهات نظر الآخرين .
أنواع التواصل :-
ا- اتصال ذاتى وهو اتصال الفرد بذاته
2- الاتصال الفردى وهو الاتصال بين فردين .
3- اتصال جمعى ( بين فرد وجماعة صغيرة ) .
4- اتصال جماهيرى ( بين الفرد والجماهير ) .
5- اتصال جمعى ( بين جماعتين صغيرتين ) .
6- اتصال بين ثقافات مختلفة .
مكونات عملية الاتصال ( التواصل )
تتكون
عملية الاتصال الفعال ( التواصل ) من خمسة عناصر وهى المرسل والمستقبل
والرسالة ووسائل الاتصال والتغذية المرتجعة ( العكسية ) .
أولاً : المرسل
للمرسل خصائص تتعلق بالشكل وأخرى تتعلق بالمضمون .
1-
خصائص الشكل : ينبغى أن يعتنى المرسل بمظهره لأن المظهر غالباً ما يعبر عن
الجوهر لأن الشخص السوى هو من يتسق ظاهره مع باطنه ، غير أن كثيراً من
شخصيات المستقبلين يحكمون على الشخص بمظهره ، بالإضافة إلى أن السمت الحسن
جزء من أربعين جزءاً من النبوة .
2- خصائص المضمون: وتنقسم إلى مجموعة من الخصائص الفرعية وهى :-